ماأعظمك يا رب وما أعظم كلامك
مشكورة أختي دموع الملائكة على جهودك الرائعة
ولا تحرمينا مثل هذه المواضيع
                      تقبلي مروري

بسم الله الرحمن الرحيم

الجزء الثامن

الرضاعة الطبيعية

عندما يرى الإنسان ظاهرةً كونية فإنه يسارع إلى تفسيرها بما لديه من أدواتٍ علمية ومن معرفةٍ قد تم تحصيلها وكلما تنامت هذه الأدوات وازدادت هذه المعرفة وجد أن ما يعلمه من تفسيرٍ لهذه الظاهرة أو تلك كان علماً قاصراً .
واليوم يجد الإنسان نفسه أمام حقائق عن الرضاعة لم يكن ليعلمها لولا التطور العلمي الذي وصل إليه مع أن آياتها القرآنية تُتلى منذ قرون .

( وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ...... ) البقرة 233

الرضاعة نعمةٌ من الله تعالى أنعم بها على المولود وعلى الأم وقد جاءت بعض التفسيرات التي وردت من أقوال العلماء السابقين أن الآية الكريمة التالية تشيرُ إلى نعمةِ الرضاعة وقف السياق القرآني

( أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ) البلد 8-10

الرضاعة حق الولد ومسؤولية الأم ، وهي أيضاً حق الأم ومسؤولية الأب ، ولا شيء يكشف عن الأم عناءها الفظيع بعد الولادة إلا حينما تشعر بملامس شفتي المولود لثديها ، هناك فقط تُرسم البسمة التي تنسي الأم عناء ما كابدته من أهوال الولادة .

* * * * * * * * * * * * * * *

آثار الحليب الصناعي

تستورد دول العالم الثالث ما يعادل ملياري دولار أميركي سنوياً من الحليب الصناعي وهذا يشكل هدراً كبيراً في دخلها القومي ، إضافةً إلى الأمراض المتنوعة والوفيات الكثيرة التي يتسبب بها .
تقول منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة ( اليونيسيف ) : إن الآلاف من الأطفال يموتون سنوياً بسبب أمراض التهاب المعدة والأمعاء وسوء التغذية جراء استعمال الحليب الصناعي .

- لقد كان الأطباء يظنون أن الرضاعة الطبيعية تُكسب الطفل ارتباطاً نفسياً مع أمه فقط ، وأنه ليس هنالك أية منافع أخرى ولكن بعد إجراء البحوث على مدى نصف قرن بدأت تظهر الفوائد الكبيرة لهذا الإرضاع بل إن العلماء في كل يوم يكتشفون منافع جديدة لحليب الأم .
فالأجسام المناعية اكتشفت أولاً في حليب الأم وهي أجسامٌ مضادة للبكتيريا والفيروسات بأنواعها ، بل إن العلماء وجدوا أن كمية البكتيريا  في أمعاء الطفل الذي يتغذى على حليب البقر أكبر بعشرة أضعاف من تلك الموجودة في أمعاء الطفل الذي يرضع الرضاعة الطبيعية .

* * * * * * * * * * * * * * *

حليب الأم ... وحليب البقر

- يحتوي حليب البقر على بروتين أعلى بنسبة 3-4 أضعاف مما يحتويه حليب الأم ورغم أن نسبة البروتين هذه في حليب الأم منخفضةٌ نسبياً إلا أنها مثالية للمولود
- تبلغ نسبة بروتين مصل حليب الأم ذي القيمة الغذائية والمناعة العاليتين حوالي 80 % بينما تبلغ هذه النسبة في مصل حليب البقري فقط 20 %
- إن ما يحتويه حليب الأم من بروتين يتناسب عكسياً مع نمو الطفل ، فعندما يكون الطفل صغيراً تكون كمية البروتين كبيرة ثم تنخفض كميته تدريجياً مع نمو الطفل ، كما تتغير نسبة البروتين في حليب الأم من وقتٍ لآخر في اليوم الواحد تبعاً لتغير حاجة الرضيع

* * * * * * * * * * * * * * *

الرضاعة الطبيعية هي أفضل أنواع الغذاء للطفل على الإطلاق ، وأي نوع من أنواع الأغذية الأخرى يختلف بدرجة كبيرة عن حليب الأم . هذا الحليب الذي يحمي الطفل من الكثير من الأمراض

" البروتين " بين حليب الأم والحليب البقري

يحتوي حليب الأم دائماً على نسبٍ مثالية من البروتين والسكريات والدسم ، هذه النسب يصعب التحكم بها في حليب البقر أو غيره . فحليب البقر يحتوي أضعاف نسبة البروتين الموجود في حليب الأم ولا يستطيع الطفل أن يمتص هذه الكمية من البروتين البقري فيختزنها في جسده ما يؤدي مستقبلاً إلى أمراض السمنة .
- يمتص جسم الطفل البروتين الموجود في حليب الأم بنسبة 100 %
- يستغرق هضم بروتين حليب الأم من قبل الطفل 15 دقيقة بينما يستغرق هضم بروتين الحليب البقري للكمية ذاتها أكثر من 60 دقيقة .
ومما يميز حليب الأم أنه يخرج دائماً بدرجة الحرارة المناسبة للرضيع

* * * * * * * * * * * * * * *

تأثير حليب الأم في بناء الجهاز المناعي للطفل

خلال الأشهر الأولى من الرضاعة يساعد حليب الأم في تشكيل الجهاز المناعي الخاص بالطفل وتقويته ويبني لديه القدرة على التصدي للهجوم الجرثومي المتكرر الذي يتعرض له ، وهذا الأمر يكون فعالاً في حال تغذية الطفل بحليب الأم أكثر من تغذيته بأي شيءٍ آخر .
يساعد حليب الأم الطفل في تجاوز الكثير من العقبات التي قد يواجهها ومنها :

1- أن الرضاعة الطبيعية تساعد في تطوير الجهاز الهضمي لدى الطفل
2- تقي من مرض الحساسية وتوقف تطوره
3- تقي من كثيرٍ من الأمراض التنفسية وأهمها مرض " الربو "
4- تقي من أمراض الأذن والتهاباتها المتكررة
5- تقي من مرض الموت المفاجئ "  SIDS "
6- تقي من مرض " التهاب السحايا " و نخر العظام و " الأكزيما " وتقرحات المعدة
7- تقي من أمراض السرطان خلال الأشهر الستة الأولى
8- ترفع من قدرة الرؤية عند الطفل

* * * * * * * * * * * * * * *

الفوائد التي يقدمها الإرضاع للأم

أجريت دراساتٌ في 30 دولة وقد أظهرت النتائج التالية :

1- الأم التي ترضع أقل عرضة للإصابة بسرطان الثدي
2- الإرضاع يقي الأم من سرطان الرحم
3- تعمل الرضاعة الطبيعية كمسكنٍ طبيعي لآلام بعد الولادة فهي تساعدها على النوم وتساعد الطفل على النوم أيضاً
4- يساعد الإرضاع الأم على إنقاص وزنها ويقيها من السمنة
5- يساعد الإرضاع على عودة الرحم إلى حجمه الطبيعي ، حيث يتوسع الرحم 20 مرة أثناء الحمل والولادة . والأم التي لا ترضع طفلها لا يعود حجم رحمها كما كان ، بل يصبح أكبر من حجمه الطبيعي الذي كان عليه

( وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ...... ) البقرة 233

* * * * * * * * * * * * * * *

إذا كان الإرضاع الطبيعي مفيدٌ للأم والرضيع على حدٍ سواء ، فما هو تأثيره على المجتمع ؟؟؟

- تؤكد الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال أنه لو التزمت الأمهات في الولايات المتحدة الأميركية بالرضاعة الطبيعية لأطفالهن فإن ذلك سيوفر كل سنة 3 مليارات و600 مليون دولار . فالإرضاع الطبيعي غير مكلف للمجتمع بعكس الإرضاع الصناعي .
- إن عمليات تصنيع حليب البقر وتجفيفه والأوعية التي سيتم حفظه بها والنفايات الناتجة من استهلاكه والطاقة المصروفة على تبريده تشكل عوامل رئيسية في تلوث البيئة ، ولذلك الرضاعة الطبيعية تؤثر بشكلٍ إيجابي في البيئة .


خلق الله لكل نوعٍ من أنواع الكائنات غذائه الخاص ، فحليب البقرة هو أفضلُ غذاءٍ لصغيرها ، وحليب الأم هو أفضل غذاءٍ لمولودها . قال الله تعالى :

( الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ) الفرقان 2

* * * * * * * * * * * * * * *

متممات الرضاعة الناجحة

يحتوي حليب الأم على جميع الفيتامينات والأملاح باستثناء فيتامين ( د ) ومعدن الفلورايد ، لذلك يجب تزويد المولود بفيتامين ( د ) وتعريضه لأشعة الشمس مرتين أسبوعياً لمدة ربع ساعة على الأقل في كل مرة . ومن المعروف أن نقص فيتامين ( د ) يؤدي إلى تلينٍ في العظام ، ومن أعراض نقص فيتامين ( د ) :
- رخاوة الجسم
- إنخفاض مستوى الكالسيوم في الدم ، وما ينتج عنه من تشنجات
- التأخر الحركي وخصوصاً تأخر المشي
- تأخر ظهور الأسنان
- انحناء الساقين
- تأخر إقفال النافوخ في الرأس وليونة قشرة الرأس
- انتفاخٌ في منطقة الرسغ

* * * * * * * * * * * * * * *

( وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ...... ) البقرة 233

ما هي المدة المثالية للإرضاع ؟؟؟

قامت منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونسيف بالعديد من الأبحاث على الأطفال الرضع وخرجوا بنتيجة أبحاثهم أن المدة المثالية للإرضاع الطبيعي هي سنتان ، لأن الطفل خلال السنتان الأوليان من عمره يكون بحاجة ماسة إلى حليبٍ معقم مثل حليب الأم ، ولأن جهازه المناعي لا يستطيع مواجهة أي مرضٍ محتمل قبل سنتين من عمره .
لقد اكتشف العلماء أن حليب الأم يحوي مواد مناعية مضادة للجراثيم ، والجنين في بطن أمه يستمد الأجسام المناعية منها طوال فترة الحمل وعندما يخرج هذا الجنين يكون بحاجةٍ إلى مناعةٍ إضافية لا يجدها إلا في حليب الأم .

فسبحان الله الذي هيأ لهذا الطفل الضعيف هذا المصدر الطبيعي من الحماية

* * * * * * * * * * * * * * *

تأثير مكونات الحليب في الطفل

الأحماض الأمينية : يحتوي حليب الأم على الأحماض الأمينية بالشكل الذي يؤمن الاحتياجات الخاصة للطفل ونموه ويظهر هذا بوضوحٍ في الجهاز العصبي و الدماغ . والتاورين من أهم الأحماض الأمينية الخاصة لنمو الدماغ ، وما يحتويه حليب الأم أكثر مما يحتويه حليب البقر بمقدار 30-40 ضعفاً

الحديد : يتم امتصاص الحديد الموجود في حليب الأم بنسبة 50-70 % بينما لا تتجاوز هذه النسبة 10-30 % في حليب البقر ما يجعل أطفال الرضاعة الطبيعية أقل إصابةً بفقر الدم

سكر الحليب ( اللاكتوز ) : من السكريات الثنائية ( جلوكوز وجلاكتوز ) وتكون نسبة اللاكتوز في حليب الأم 7 % . يقوم الجلاكتوز بوظيفة فريدة حيث يشكل مع المادة الدهنية الجزء الأعظم من الدماغ . النسبة العالية لسكر الحليب في حليب الأم وراء تكوين الدماغ والمساعدة بنموه .

الجسيمات المناعية : يفرز الثدي مادة " اللبأ " أو " الصمغية الصفراء " لمدة 3 أيام بعد الولادة وقبل تكون الحليب الناضج ، تحتوي هذه المادة على الجسيمات المناعية بنسبة 95 % من حجمها ، وهذه الجسيمات المناعية تقاوم الفيروسات والبكتيريا ثم تنخفض نسبتها إلى 25 % عندما يفرز الثدي الحليب الناضج .

يؤكد الأطباء أن جميع أنواع الأغذية لا يمكن أن تكون كافية للطفل بمفردها خلال السنتن الأوليان من عمره وينبغي الإعتماد على حليب الأم خلال هذه الفترة . وتؤكد الأبحاث الحديثة أن الإرضاع الطبيعي لمدة 24 شهراً يقي الأم من خطر الإصابة بسرطان المبيض بنسبة عالية جداً أي أن الأبحاث العلمية الحديثة  توصي الأمهات أن يرضعن أطفالهن عامين كاملين .
أليس هذا ما أمرنا به الله في كتابه العزيز ... حيث قال الله عز وجل :

( وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ...... ) البقرة 233

إنه نداءٌ إلهي مفعمٌ بالرحمة ، يطلب من كل أم أن ترضع أطفالها ، ورحمةً بهن حدد لهن المدة المثالية للرضاعة وهي حولان كاملان . لقد تضمن النداء الإلهي إشارات بالغة الأهمية ففي قوله تعالى : ( وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ  ) أمر أن ترضع كل أم ولدها من لبنها وأن لا تلجأ إلى غذاءٍ آخر ، وهذا النداء نسمعه اليوم بكثرة في جميع منظمات الصحة في العالم بسبب الفوائد العظيمة التي اكتشفها العلماء في حليب الأم .... ألا يستوقفنا هذا النداء الإلهي وقد سبق النداء البشري بـ 14 قرناً .

فسبحان الله عما يشركون

* * * * * * * * * * * * * * *

  دمتم بحفظ الله ورعايته 

دموع الملائكة

بسم الله الرحمن الرحيم

الجزء التاسع

صناعة الحليب .. في بطون الأنعام

عندما يرى الإنسان ظاهرةً كونية فإنه يسارع إلى تفسيرها بما لديه من أدواتٍ علمية ومن معرفةٍ قد تم تحصيلها وكلما تنامت هذه الأدوات وازدادت هذه المعرفة وجد أن ما يعلمه من تفسيرٍ لهذه الظاهرة أو تلك كان علماً قاصراً مع أن آياتها القرآنية تُتلى منذ قرون .
واليوم يجد الإنسان نفسه أمام حقائق عن تشكل اللبن في بطون الأنعام لم يكن ليعلمها لولا التطور العلمي الذي وصل إليه .

( وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ ) النحل 66

إذا تفكرنا بهذه الآية الكريمة لوجدنا فيها  معجزة وآية من آيات الخالق .

الفرث هو محتويات كرش الأنعام .... وقد يحتوي على أنواع من الجراثيم

الجراثيم

- نشرت أول رسومٍ للجراثيم عام 1676 وتم تعريفها على أنها كائناتٌ بدائية النواة لا تحوي غشاءاً نووياً ، ومكونات النواة مبعثرةٌ في الهيولى الخلوية .
- جسمها يتكون فقط من خليةٍ واحدة تقوم بجميع الوظائف الحيوية .
- تنتشر الجراثيم بأنواعها في كل مكان فهي توجد في الهواء والتربة وأمعاء الإنسان والفم وعلى سطح الجلد كما توجد في معدات الحيوانات المجترة .
- ومن الجراثيم ما هو نافعٌ وضروري لإستمرار الحياة عند الإنسان والحيوان والنبات ، ومنها ما هو ضار يجب القضاء عليهِ وتتبعه والتحرز منه .
- البكتريا أحد أنواع الجراثيم وهي متباينة النشاط حيث تقومُ بالمشاركةِ الإيجابية تارةً كعملية تحويل الحليب إلى اللبن الرائب ، والسلبية تارةً أخرى كالتعفن الذي يلحق بالأغذية .

( وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ ) النحل 66

يستخدم القرآن الكريم عبارة " من بين فرثٍ ودم " ..........  والسؤال :

ما هي العملية التي تتم بين الفرث والدم لتنتج لنا هذا الحليب الخالص السائغ ؟؟؟

حين يختار المرء منا شرابه المخصص من الحليب من مراكز التسوق فإنه عادةً يتناوله مغلفاً بأكثر وسائل التغليف حرصاً وصوناً ، محفوظاً في درجات حرارة مبردة على رفوفٍ في غاية الأناقة . وعادة ما تصور لنا الأبقار التي تقدم هذا الحليب وهي في غاية الدلال والترف على مروج الأعشاب الخضراء في أجواءٍ نقيةٍ منعشة . ولكن بالتأكيد سيختلف الأمر عندما نشاهد المعمل الحقيقي الذي تتم فيه عملية تصنيع هذا الحليب في بطون الأنعام .

* * * * * * * * * * * * * * *

التركيب المعقد للفرث

يتألف الفرث داخل كروش الأنعام من :
1- العلف الخشن ذي الألياف المعقدة
2- العلف الناعم الذي يحتوي على البروتين العادي والبروتين البكتيري

البروتين البكتيري : بروتينٌ غير قابلٍ للإمتصاص يحتوي على النتروجين الذي يمكن الإستفادة منه في صنع البروتين العادي ، كما يحتوي هذا البروتين على :
- السكريات سهلة الإمتصاص
- السكريات المعقدة كألياف السيللوز وشبيه السيللوز
- النشاء
- الدهون بأنواعها المستفرة والسكرية والثلاثية
- اللعاب القادم من الفم أثناء المضغ
- العصارة القلوية التي تُفرز داخل الكرش
- ملايين البكتريا والطلائعيات التي تعمل على تخمير هذا الخليط المعقد وتساعد في هضمه وإمتصاص قسمٍ منه .


* * * * * * * * * * * * * * *

من الذي حفظ الحليب الأبيض الصافي في بطون هذه الأنعام وضمن هذا الأتّون الصاخب من الفرث والدم ؟؟؟

سبحان الله وتعالى عما يشركون ...

( وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ ) النحل 66


تركيب الحليب الصافي في جوف الأنعام

1- سكر الغلوكوز : والذي يساهم بدرجةٍ كبيرة في تكوين الأحماض الدهنية المتطايرة
2- أحماض دهنية متطايرة : وهي الأحماض الأساسية التي تدخل في تركيب الحليب 
3- حمض الخل وحمض البروبيوك
4- الغازات : ( كالميتان والأمونيا ) وهي تساهم في تكوين البروتين البكتيري  وثاني أكسيد الكربون
5- مجموعة اللاكتات : ولها دورٌ محدودٌ حيث تتكسر في الكبد إلى غلوكوز
6- البروتينات : وهي ذات مصدر علفي أو بكتيري وأحماض أمينية نتجت من هضم الكرش للبروتين
7- الدهون : منها البكتيرية والأحماض الدهنية المشبعة والأحماض الدهنية الحرة ، وتنتج معظم هذه الدهون من هضم الكرش للدهن العلفي .

إن المواد التي سيتكون منها الحليب لاحقاً يتم امتصاصها عبر جدار الأمعاء حيث تدخل المواد الممتصة في الدم البوابي الوارد من الكبد للإجهاز عليها وتكسيرها إلى مركباتٍ بسيطة ثم يقوم القلب بضخها إلى جميع الأنسجة ، والنسيج الذي يهمنا في هذه العملية هو " الضرع مصنع الحليب "

ماذا يحدث داخل الضرع ؟؟؟

- يتزود الضرع بالدم عن طريق شرايين أدق من الأوردة وهذا يؤمن بقاء أكبر كمية من المواد الزلالية ( البروتينية ) داخل الضرع ولوقتٍ أطول ، وهذه البروتينات صعبة التحرك والإنتشار بسبب حجمها الجزيئي الكبير . إن للضرع وريدين ضخمين يجمعان الدم من عدة شعيرات وريدية .
- الضرع عبارة عن نسيجٍ دهني متصلٍ بالجسم ويغلف هذا النسيج مجموعة خلايا غدية تكون مسؤولةً عن إفراز الحليب في الضرع ، حيث يتم تجميعه وحلبه فيما بعد عبر الحلمات .
- إن دم الضرع مختلطٌ بدم الجسم  وهنا تكمنُ آيةٌ من آياتِ الخلق حيثُ يكونُ الفصل بين هذه الدماء تماماً كما يكونُ الفصلُ بين البحرين

( وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا  ) الفرقان 53

* * * * * * * * * * * * * * *

تأثيرات سكر الحليب في الإنسان

يحتوي الحليب على 4.9 % من السكر والذي يسمى اللاكتوز ( أي سكر الحليب أو سكر اللبن ) وهو الذي يعطي الحليب الحلاوة البسيطة التي نستطعمها فيه
أقل حلاوةً من السكر العادي يصنف هذا السكر كيميائياً على أنه سكر ثنائي أي أنه مكونٌ من سكرين أحاديين هما الغلوكوز و الغلاكتوز
يوجد في جسم الإنسان أنزيمٌ خاص بهضم هذا السكر وتحويله إلى سكر أحادي يستفيد منه جسم الإنسان ويسمى هذا الأنزيم اللاكتيز ويتم إنتاج هذا الأنزيم في الأمعاء الدقيقة فإن النتيجة حدوث آلام وأوجاعٍ شديدة

كيف أمكن للحليب الصافي أن يخرج من هذا الجو الصاخب المشحونِ بالأهوال بين الفرثِ والدم .... وحدها إرادة الله التي قضت أن يكونَ فكان

( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ  * فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
) سورة يس 82-83

* * * * * * * * * * * * * * *

فوائد وعبر

- ما تخرجه لنا الأنعام من لبنها من بين فرثٍ ودم لا تضاهيه الصناعة مهما تطورت تقنياتها
- ليس كل ما يجاور الفاسد فاسد
- البيئة الفاسدة لا تحجب من عنده منفعة

فسبحان الله عما يشركون

* * * * * * * * * * * * * * *

  دمتم بحفظ الرحمن 

دموع الملائكة 

جزاك الله كل خير وبارك فيك على ها المعلومات المفيدة و الشيقة السلام غليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

الجزء العاشر ... والأخير

الخمر .... وأمراضُ القلب

عندما يرى الإنسان ظاهرةً كونية فإنهُ يسارع إلى تفسيرها بما لديهِ من أدواتٍ علمية ومن معرفةٍ قد تم تحصيلها ، وكلما تنامت هذه الأدوات وازدادت هذه المعرفة وجد أن ما يعلمه من تفسيرٍ لهذه الظاهرةِ أو تلك كان علماً قاصراً ، واليوم يجد الإنسان نفسه أمام حقائق عن أضرار الخمر لم يكن ليعلمها لولا التطور العلمي الذي وصل إليه مع أن آياتها القرآنية تتلى منذُ قرون

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ ) المائدة 90-91

لماذا يذكر القرآن الكريم العداوة والبغضاء والصدود عن سبيل الله – وهي أمراضٌ اجتماعيةٌ ونفسية – في معرض التحذير من شرب الخمر ؟؟؟

وفق مقاصد القرآن الكريم فإن القلب هو مركز توجيه الإنسان ، فيقول سبحانه وتعالى : 

( ........ فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) الحج 46

أي أن جميع هذه الأمراض الإنسانية تجتمعُ تماماً في القلب .

* * * * * * * * * * * * * * *

قلب الإنسان

- يبلغ طول القلب 12.5 سم وعرضهُ 8.5 سم
- يبلغ وزن القلب عند الولادة ما يقرب من 25 غراماً . وعند الذكر البالغ قرابة 310 غرامات . وعند الأنثى البالغة نحو 225 غراماً .
- يضخ القلب في الدقيقة الواحدة 5 ليترات من الدم من خلال 70 نبضة في الدقيقة .
- يصل مجموع ما يضخه القلب في اليوم الواحد إلى 7200 ليتر من خلال 100000 نبضة .
- وبحساباتٍ بسيطة نستطيع القول : إن الإنسان الذي يبلغ من العمر 75 سنة يكون قلبه قد قام بنحو 3 مليارات نبضة ضخ خلالها كميةً من الدماء تصل إلى 200 مليون ليتر .

- يوجد في المتحف البريطاني في لندن نموذجٌ فريدٌ للقلب يوضح المسار الذي يقطعه الدم خلال الأوعية الدموية من جراء ضخ القلب للدم ، حيث تصل تلك المسافة إلى ما يعادل 100000 كم يومياً .
- يستغرق الدم في قطع المسافة من القلب إلى الرئة ثم إلى القلب زمناً يقدر بـِ 6 ثوان .
- بينما يقطع الدم المسافة إلى الدماغ ثم إلى القلب مرةً أخرى في 8 ثوان .
- في حين أن الدم يقطع المسافة من القلب إلى أصابع القدم ثم للعودة إلى القلب في 18 ثانية .
- جميع هذه الأرقام محددة . قال الله تعالى :

( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ) القمر 49

إن هذا العضو الحساس في جسم الإنسان والذي أودع الله فيه من أسرار خلقه ما شاء سبحانه لا يسلم من شر ذلك السم الخبيث " الخمر " الذي يؤدي إلى تعطيل وظيفته وإصابته إصاباتٍ بالغة . والمعلوم أن أي عطبٍ ولو كان بسيطاً في هذا العضو قد يؤدي إلى الوفاة . والسؤال :

ما هو تأثير الكحول في القلب ؟؟؟

إن كل قطرةٍ من الخمر يحتسيها الشارب تمر بطريق القلب ، مع هذا الاجتياز يزداد تأثر القلب ... فيزداد نبضه ليعمل فوق طاقته ما يؤدي في النهاية إلى الإرهاق والعناء الشديد .
ولقد كان الاعتقاد السائد إلى عهدٍ قريب أن الخمر تنفع في علاج بعض أمراض القلب مثل : " الذبحة الصدرية " و " ارتفاع ضغط الدم " وغيرها . لكن ما لبث أن بدأ زيف تلك الأوهام يتكشف مع تطور الأبحاث الطبية الحديثة ، ففي القرن الماضي بدأت العلاقة الوطيدة بين إدمان الخمر والإصابة بأمراض القلب المختلفة تتكشف .
وقد اكتشف عام 1855 أن الخمر يعتبر عاملاً رئيسياً في الإصابة بمرض هبوط القلب ..... وهكذا توالت الأبحاث إلى أن ظهر في عام 1960 مرضٌ جديد يعرف بـ " اعتلال عضلة القلب الكحولي " كأحد الأمراض الناتجة من إدمان  تعاطي الخمور .

لقد وضع الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم قاعدةً ذهبية حول شرب الخمر ولو بكميةٍ قليلة :


عن جابرٍ بن عبد الله رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ما أسكر كثيرهُ فقليلهُ حرام ) أخرجه أحمد والأربعة وصححه ابن حبان .

كان بعض الأطباء يزعمون أن القليل من الخمر يمكن أن يكون علاجاً وشفاءً ، إلا أن الله سبحانه وتعالى رد على قولهم ، فقال تعالى في كتابه العزيز :

( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ) البقرة 219

* * * * * * * * * * * * * * *

تأثير الخمر في ضغط الدم

في دراسةٍ أجرتها الدكتورة سارة لويس في قسم الطب الإجتماعي في جامعة بريستول وجدت علاقةً قويةً بين تناول الخمر وبين ارتفاع ضغط الدم ، وقالت : إن شرب الخمر يؤثر في ضغط الدم أكثر بكثير مما كنا نتصور سابقاً .
وقد أكد عددٌ من الباحثين أن الإنسان حتى لو تناول كميةً قليلةً من الخمر فإن ذلك سيؤثر سلباً في صحته ويؤدي تدريجياً إلى ارتفاعٍ في ضغط الدم والذي سيسبب الموت المفاجئ لصاحبه إن لم يتوقف عن تناول الخمر ويتخلص من آثاره من جسده نهائياً .

إن هذه الدراسة تظهر أن استهلاك الخمر ربما يزيد ضغط الدم لحدودٍ كبيرةٍ جداً أكثر مما كنا نعتقد وحتى لو شرب الإنسان الخمر بكمياتٍ قليلة . ويؤكد الباحثون أن الإنسان إذا تناول الخمر ولو كميةً قليلةً منه ثم تركه فسيبقى في جسده كميةٌ من الخمر لا تزول إلا بعدَ عشرات الأيام .

* * * * * * * * * * * * * *

تأثير الكحول في الوظائف الحيوية للقلب

يظهر تأثير الكحول في عضلة القلب من خلال عدة عوامل مجتمعة منها :
- التأثير السمي المباشر للكحول في عضلة القلب
- تزامن إدمان الكحول مع الإفراط في التدخين
- تأثيره في تغذية المدمن وعمليات الإستقلاب .

إن تناول الكحول يتسبب في إحداث تغيرات في الوظائف الميكانيكية والخواص الكهربائية والكيميائية للقلب

* * * * * * * * * * * * * * *

تأثير الخمر في وظائف القلب

1- تأثيره في استقلاب الدهون :

أثبتت التجارب العلمية أن تعاطي الخمر ولو لمرةٍ واحدة يؤدي إلى زيادةٍ فورية في محتوى خلايا القلب من الغليسرين ، كما تبين أن الخمر يساعد على امتصاص الدهون من الأمعاء فترتفع بذلك نسبتها في الدم وخصوصاً " الكوليسترول " .
هذه العوامل تساعد على تصلب الشرايين ، حيث تتجمع الدهون التي يحملها الدم وبخاصة الكوليسترول على جدران الأوعية الدموية  مما يؤدي إلى تصلبها ثم تراكمها ثم إلى تضييق الأوعية الدموية  ويؤدي ذلك في النهاية إلى الإصابة بـِ " احتشاء العضلة القلبية " ثم الموت .

الأمراض التي قد يتسبب بها تناول الخمر

تؤكد جميع الدراسات العلمية أن أضرار تناول الخمر كبيرةٌ وكثيرة ، ولا توجد دراسةٌ علمية واحدة تقول بفائدةِ الخمر .
فقد حذرت دراسةٌ طبية نشرتها مجلة لانست الطبية البريطانية من أن شرب الخمر قد يسبب بالوفاة أو بحالات الإعاقة تماماً مثل التدخين ، وأضافت الدراسة أن الخمر يتسبب بنحو 60 مرضاً مختلفاً ومن هذه الأمراض :
- ارتفاع ضغط الدم
- تصلب الشرايين
- سرطانات الفم والكبد والثدي
- أمراض القلب
- السكتة الدماغية
- إضافةً إلى ما يساهم فيه الخمر من حوادث السير والغرق والسقوط والتسمم والتسبب بارتكاب جرائم القتل

2- تأثيره في استقلاب المعادن في القلب

إن تعاطي الخمر ولو لمرةٍ واحدة يؤدي إلى انسحاب عنصري البوتاسيوم والفوسفات من خلايا عضلة القلب . كما يزداد تركيز الصوديوم داخل هذه الخلايا ما يؤدي إلى اختلالٍ في وظيفة القلب . كما وجد أن إدمان تناول الخمر يتسبب في نقص عنصر الزنك ( التوتياء ) مما يؤدي إلى اختلالٍ  في وظيفة القلب أيضاً .

3- تأثيره في استقلاب البروتينات

بالرغم من التأثير المباشر للخمر في المصورة الحيوية ( الميتوكوندريا ) والذي يؤدي إلى تحطيمها ومن ثم إلى إحداث خللٍ كبيرٍ في عمليات الاستقلاب إلا أن تأثير الخمر في الحزمة المحفزة لانقباض العضلات والبروتينات التي تساعد في عمليات إنقباض عضلة القلب يؤدي إلى إصابتها إصابة بالغة أيضاً ، ويرجع سبب ذلك إلى تأثير الخمر وخاصةً مادة " الأست ألدهيد " الناتجة منه في عملية تكوين البروتينات ، مما يؤدي إلى نقص البروتين عن هذه العضلات الانقباضية .

* * * * * * * * * * * * * * *

تأثير الخمر في قدرة القلب على الانقباض ( القدرة الميكانيكية )

لقد ظهر من خلال العديد من الدراسات أن الخمر يحدث خللاً في قدرة القلب على الانقباض ومن ثم يؤدي إلى انخفاض معدل ضغطه للدم حتى في حالة عدم وجود أية أعراض مرضية في القلب . هذا التأثير التثبيطي يزداد إذا صاحبه وجود اختلالٍ في عضلة القلب وخصوصاً " نقص التروية الدموية "

مرض بيري بيري

يكثر هذا المرض عند مدمني الخمور . ويعود سبب هذا المرض إلى ما يحدثه الخمر من نقص فيتامين B1 الذي يعرف باسم الثيامين ، هذا الفيتامين يوجد بكثرة في قشور القمح والأرز كما يوجد في الحليب واللحوم وبعض الخضروات والفواكه .
والخمر شرهٌ في تناول هذا الفيتامين في الجسم ، حيث تبين أن احتراق غرام واحد من الخمر يحتاج إلى 8 ميليغرامات من الثيامين

تأثير نقص فيتامين الثيامين في الجسم

- عدم قدرة الخلايا على استخدام الجلوكوز كمصدرٍ للطاقة . إن أكثر الأجهزة تأثراً بنقص الجلوكوز هو الجهاز العصبي فهو بالنسبةِ إليه المصدر الوحيد للطاقة ولهذا نجد أن مدمن الخمر يصاب بحالة من الهذيان وفقدان التركيز والترنح وغيرها وما يعرف بـِ " داء فيرنيكي "
- تتراكم كمية كبيرة من حامض البيرفيك ومن ثم تنتج زيادة في ضغط الدم على القلب بكمياتٍ كبيرة مما يؤدي إلى إرهاق القلب ومن ثم هبوطه  .

* * * * * * * * * * * * * * *

تأثير تناول الخمر في الأوعية الدموية

الأوعية الدموية هي الشرايين والأوردة والشعيرات الدموية وهي شبكة المواصلات المعقدة في الجسم . يصل طول هذه الشبكة إلى نحو مليون كم ، ويتم بواسطتها إيصال الأكسجين والغذاء المحمول في الدم إلى جميع أنحاء الجسم .
في حال تعاطي الخمر فإن هذه الأوعية تصاب بالتصلب والضيق نتيجةً لتراكم الدهون عليها ، وتفقد بذلك مرونتها التي وهبها الله إياها فتصبح جدرانها كثيفةً وصلبة وقابلة لأن تتقصف كما يحدث للأنابيب المطاطية عندما تجف .

آثار الخمر في حياة الإنسان

يحتم شرب الخمر حياة ملايين البشر من الرجال والنساء والأطفال ، وتنعكس مساوئه على المجتمع وخاصةً الأطفال ، وتبين لنا بعض الإحصائيات مدى تأثيره :
40% من حوادث العنف المنزلي تصدر من شارب الخمر
أكثر من 40% من جرائم القتل سببها شارب الخمر
في الإتحاد الأوروبي يُقتل في كل عام 10000 آلاف إنسان في حوادث سير يسببها شاربوا الخمر
في بريطانيا هناك مليون طفل يمسهم العنف من قبل أناس يشربون الخمر .

إن القلب الذي هو سر الله في ابن آدم ومجمع آماله وفطرته هو أكبر المتضررين من عبث الإنسان حينما يعمد إلى الخمر التي حرمها الله في محكم كتابه العزيز :

* * * * * * * * * * * * * * *

فوائد وعبر

- الخمر أم الخبائث
- لم يحرم الله علينا ما حرم انتقاماً أو معاقبةً
- صار للخمر وجوهٌ جديدة تظهر لنا فيها في الأشربة والأطعمة وبعض الحلويات المزينة .... فلنحذر

فسبحان الله عما يشركون

* * * * * * * * * * * * * * *

  دمتم برعاية الله 

دموع الملائكة

بسم الله الرحمن الرحيم

الأصدقاء الكرام .....

*أميرة كل النجمات*

عطر الشام

Ahm.Bkr

THE CAPTAIN

MARROMA

koosai

سيد الكلمات

طوق الياسمين

dody06

الوسام الدمشقي

Natasha

سحر الغروب

النمرالابيض

أشكر مروركم ومتابعتكم للموضوع

على أمل أن تجعلنا هذه السلسلة نتدبر ونتفكر أكثر أثناء تلاوة القرآن الكريم لما يحوي من حقائق ومعجزات أودعها الله في آياته المباركة

تحيتي لكم جميعاً

دمتم برعاية الله

دموع الملائكة

سلام عليكم

تتمةً لكلام الأخت الرائع

بإمكانكم الدخول إلى موقع الإعجاز العلمي في القرآن والسنة

هاد الموقع موجود بتوقيعي

سلام عليكم وجزاك الله كل خير

The Damascene MED

وعليكم السلام ورحمة الله .... أهلاً بكَ أخي الكريم

بارك الله بك دموع الملائكة على هذه المعلومات الرائعة و المفيدة
نسأل الله لك التوفيق

الأمل الدافئ